قانون الـ 46 ساعة !

أغلبنا من الطبقة الكادحة التي تعمل يوميًا ما يقارب 8 ساعات، قد تزيد أو تنقص ساعة، بما يمثل بمجموعه 40 ساعة خلال خمسة أيام عمل أسبوعيًا، الآن وقد عرفنا مصدر الأربعين ساعة في العنوان، نتساءل إذاً من أين أتت الست ساعات الإضافية؟

يعود الغالب إلى منازلهم بعد يوم عمل شاق، يقضون ما تبقى من ساعاته في مشاهدة التلفاز، أو مجرد الاسترخاء وعمل لاشيء لأخذ قسط من الراحة بعد عناء يومهم، ويواصلون الراحة و الاستمتاع خلال عطلة نهاية الأسبوع كذلك. ولا بأس في هذا بالطبع، لكن تكرار مثل هذه الممارسات بشكل يومي سيدخلنا في دوامة وحلقة لانهائية مفرغة من العمل والراحة قد تجعلنا حبيسين طوال عمرنا داخل دوامة الـ 40 ساعة المرهقة، إن كنت راضياً بهذه الدوامة فهنيئًا لك، لكن ماذا إن كنت غير ذلك؟

من المؤكد أنك قد سمعت بمبدأ الاستثمار، وأنه يجب عليك استثمار أموالك لتصنع لك مصدر دخلٍ إضافي يعينك وقد يغنيك –في بعض الأحيان- عن عبودية الوظيفة. بالطبع نعلم أن الاستثمار محفوفٌ بالمخاطر وغيرُ مضمون، لكن ماذا لو دللتك على أفضل استثمار مضمون بنسبة 100%؟

ماهو؟ بكل تأكيد استثمارك في نفسك لا يوجد ماهو أكثر ضمانًا من عملك على نفسك في تطويرها وتحسينها وجعل نفسك أكثر خبرة ومهارة على الصعيد الشخصي والمهني من خلال وضع خطط وأهداف واضحة تؤدي إلى زيادة خبرتك ومهارتك و رفع مستوى رفاهية حياتك. تطوير الموهبة وشحذ الخبرات مسؤولية تقع على عاتق الشخص وحده، فاستثمارك في نفسك دليل على حبك لذاتك وهو ما يجب أن تفعله قبل توقع أن يحبك أي شخص آخر. عندما يسمع البعض عبارة طور نفسك يتذرع دائماً بالإنشغال وأن التطوير يحتاج إلى تفرغ و وقت وجهد عظيم بالإضافة إلى المال.

إليك الخبر السار، لا تحتاج  لذلك!

هنالك قانون يعرف باسم قانون الخمس ساعات، يتبناه العديد من الأشخاص الناجحين في الحياة، على ماذا ينص هذا القانون؟ بكل بساطة  بغض النظر عن انشغالك خصص ساعة يوميًا لنفسك، ساعة واحدة فقط أي خمس ساعات من أيام العمل اسبوعيًا، و اقضها في القراءة أو الكتابة أو تعلم مهارة جديدة أو حتى شحذ مهارة لديك مسبقاً.

القراءة ثم القراءة

توصلت دراسة أُجريت مدتها خمس سنوات على ما يزيد عن 200 مليونير عصامي، على أنهم لا يقومون بمشاهدة التلفاز!، نسبة كبيرة منهم اتفقوا على انهم يقضون وقتهم في القراءة وليست القراءة بغرض المتعة كالروايات ونحوها بل القراء التي تزيدهم علمًا ومعرفة بطبيعة العالم وعمل الأشياء ويفضلون على وجه التحديد كتب تطوير الذات، كما اتفق نسبة منهم على أنهم يقومون بالاستماع للكتب الصوتية أثناء أداء مهامهم الصباحية. حتى إذا كنت لا تستطيع الالتزام بساعة أو أكثر من القراءة كل يوم ، فابدأ بـ 20 إلى 30 دقيقة. يمكنك أيضًا تجربة الكتب الصوتية أثناء تنقلاتك اليومية أو أثناء ممارسة الرياضة.

يقول المليونير بل غيتس بأنه يقرأ خمسين كتابًا في السنة، وأن القراءة هي المصدر الرئيسي لتعلمه، قد تفكر بضيق الوقت ولكن تذكر ساعاتنا الخمسة وضع في حسبانك أن باراك أوباما كان يجد للقراءة وقتًا بالرغم من انشغاله، فهل أنت حقًا مشغول إلى هذا الحد؟

عودةً إلى قانون الخمس ساعات، هنالك العديد من الأمور التي تستطيع عملها خلال هذا الوقت القراءة أحدها و أهمها لكن هنالك العديد أيضًا من الأمور التي بإمكانك شغل ساعاتك فيها ولا تحتاج فيها إلى المال:

حدد لنفسك أهدافًا

في بداية الأمر ضع لنفسك أهدافا ذكية صغيرة شهرية وسنوية وضع لنفسك خطة واضحة قابلة للتحقيق وحبذا أن تكون هذه الخطة مكتوبة. لا تبدأ مسيرتك التطويرية بلا تخطيط ذلك أشبه بالقيادة مغمض العينين لن تعرف إلى أن تتجه وسيضيع وقتك حتمًا وقد يؤدي ذلك إلى كارثة على أسوء احتمال، اصنع لنفسك قائمة مهام يومية محددة و واضحة، حتى يسهل عليك متابعة انجازك. لا تضع لنفسك أهدافًا صعبة  أو كبيرة  ولا بعيدة المنال بل بضع خطوات بالتدريج بالتأكيد ستصنع لك فارقاً كبيراً.

فكِّر وتفكَّر

امنح ذهنك الصفاء وداوه بالتأمل، حتى لو كان ذلك بمجرد تحديقك في حائط فارغ لا تبخس التفكير حقه، إن تأمل الإنسان في حياته وتفكيره في ماضيه فرصة لتعلمه من أخطائه وتقييم مسار حياته سيساعدك ذلك على وضع أهداف ملائمة أكثر لوضعك وتساعد في تحسن حياتك، وجدت  دراسة أجرتها جامعة تكساس عام 2014، أن الراحة العقلية والتفكير يحسن مقدرة الفرد على التعلم.

كن مبدعًا

قد يعتقد البعض أن الإبداع قد يخبو ويخف بالتدريج مع تقدم الانسان بالعمر، وذلك غير صحيح بل يُعتقد أن ذروة الإبداع لدى معظم الناس تتراوح بين 30 و40 من عمرهم، الأبداع يأتي على أشكال مختلفة كعزف الموسيقى أو صناعة الفن أو الكتابة ونحوها، إن تعزيز إبداعك يجعلك مفكراً أفضل مما يساعدك على حل المشكلات، إبداعك هو محفزك للتعلم المستمر وهو مصدر إلهامً لك لكي تزيد من ثقتك بنفسك.

لا تخجل من التجربة

أصبح توماس إديسون من رواد المخترعين والمفكرين بسبب تجاربه، وبسماح شركة قوقل لموظفيها بتجربة الأفكار الجديدة حصلنا على الجيميل. لا تخجل من تجربة وتطبيق كل ما تتعلمه، قد تفلح تجربتك وتصل إلى إنجاز أو قد تفشل وتتعلم من خطأ ارتكبته.

احضر الندوات و ورش العمل

يمتلئ الانترنت بالمواقع التي تقدم العديد من الدورات و ورش العمل المجانية المفيدة في مختلف المجالات والتخصصات، عن بُعد ومسبقة التسجيل مما يسهل عليك حضورها في أي وقت ومن أي مكان  يناسبك.

ابحث عن ما يناسبك ويعود عليك بالنفع، اكتب أكثر فالكتابة تساعد على تنظيم الأفكار، اهتم بمظهرك راقب وجباتك ومارس الرياضة وحافظ على نمط حياة صحي، تعلم لغات جديدة، اكتشف ثقافات متنوعة، استثمر في علاقاتك الشخصية وطور مهارات التواصل لديك.

 عودة إلى عنوان المقالة “قانون الـ 46 ساعة “، تعرفنا على القانون الشائع ذي الخمس ساعات فمن أين أتت الساعة السادسة الإضافية؟

بكل بساطة أُضيفت من قبلي، لماذا؟ لأن كل شخص بإمكانه تكييف القانون بما يتناسب مع وقته، ليس شرطا أن نلتزم بالخمس ساعات، قد نأخذ 3 ساعات في كل يوم من العطلة الأسبوعية مثلًا أو نضيف نصف ساعة يوميًا خلال الأسبوع كاملًا لنصل ل 3 ساعات ونصف أسبوعيًا، اصنع لنفسك قانونًا خاصًا يلائم وضعك وظروف عملك، في آخر المطاف لا تبخل على نفسك بمنحها الوقت المناسب للاستثمار فيها عاطفيًا وجسديًا وروحيًا وماليًا فذلك سيسمح لك بأن تصبح أفضل نسخة من نفسك.

شكراً..

المصادر : 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9